اعتبرت البروفيسور أمل بورقية ( الأخصائية في أمراض الكلي وتصفية الدم )، أن التعاطي الناجع مع أمراض الكي يقتضي التبرع بالأعضاء (الكلي ) وزرعها، باعتبار ذلك الأمل المنشود لتحسين العلاج .
وشددت البروفيسور بورقية في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بمناسبة اليوم العالمي للكلي ( 10 مارس من كل سنة)، على ضرورة تشجيع ثقافة التبرع الأعضاء ، خاصة الكلي ، وزرعها من أجل إنقاذ أرواح بشرية ، عوض الارتهان للتصفية ( الدياليز) ، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب الاشتغال أكثر على الجانب التوعوي لبلوغ هذه الغاية.
ومن أجل المساهمة في تحقيق ذلك، تضيف البروفيسور بورقية، أطلقت جمعية ” كلي ” التي تترأسها، قبل أيام، حملة توعوية وإعلامية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، الهدف منها تعزيز التوعية بمرض الكلي المزمن الذي يشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة بسبب قلة الاهتمام والمعرفة، وهو الشيء الذي لا يساعد على نشر أساليب وطرق الوقاية ويزيد من الوفيات المرتبطة بالمرض.
وقالت إن الفشل الكلوي المزمن هو نتيجة شائعة جدا وخطيرة لمرض الكلي المزمن، كما أن الأرقام مذهلة ، حيث إن 10% من سكان العالم مصابون بأمراض الكلي المزمنة.
أما بالمغرب، كما تؤكد ، فإن هناك ما يقرب من 32 ألف مريض غسيل كلي، أي نحو 1000 مريض غسيل كلي لكل مليون نسمة، ذلك أن معدل حدوث وانتشار مرض الكلي المزمن يزداد كل سنة، ويستمر معدل الوفيات في الارتفاع، حيث سيصبح السبب الرئيسي الخامس للوفاة بحلول عام 2040 .
وتابعت أن الشيء الأساس الذي يتعين تأكيده ، هو أن الاكتشاف المبكر لمرض الكلي يمكن أن يمنع التدهور والوفيات ويحسن العلاج ، والإنتاجية والاستدامة .
وبشأن أنشطة جمعية ( كلي) في هذا المجال ، أوضحت أن الجمعية تشتغل منذ نشأنها على محورين أساسين ، الأول يتعلق بالتوعية والوقاية لتخفيف الضغط على مراكز التصفية، والخروج من التصفية إلى الزراعة .
وبالنسبة لهذه السنة وما قبلها، حسب هذه الإخصائية ، فاللقاءات قلت مع المواطنين نتيجة الظروف الصحية المرتبطة بكورونا، لذلك ركزت الجمعية على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال منح المعلومة عبر عدة لغات وبطرق مختلفة وسهلة، ثم تحسيس الأطباء، خاصة وأن عددا منهم يواجهون صعوبة في فهم أمراض الكلي وعلاجها .
وفي سياق متصل ، أبرزت أنه بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة ، ارتأت الجمعية تسليط الضوء على خصوصيات أمراض الكلي لدى النساء، لأن للمرأة مشاكل خاصة بها حتى في أمراض الكلي، والتي قد تؤثر على الإنجاب، لافتة إلى أنه حتى إذا حملت المرأة ولا تعرف بأن لديها مرض الكلي، فإنه يزداد خطورة، وقد يصل بها أحيانا إلى مرحلة التصفية.
وبشأن كتابها الصادر حديثا بالفرنسية تحت عنوان ” التبرع بالأعضاء وزرعها: أي أمل؟ ” ، اعتبرت أن الأمر يتعلق بكتاب جديد يتناول جوانب خاصة بالتبرع بالأعضاء وزرعها، لأنه أحسن حل بالنسبة لأمراض الكلي، خاصة لما تصل مراحل متقدمة أو نهائية، حيث يمكن اللجوء إلى عملية الزرع كبديل عن التصفية، لأنها تفضي إلى نتائج مهمة بالنسبة للمريض وصحته، وحتى من ناحية التكلفة خاصة إذا كانت عملية الزرع جديدة .
وأضافت أن الكتاب يتطرق أيضا إلى هذا المرض، الذي يعد فعلا آفة القرن الواحد والعشرين .. والحال أنه بعد الجائحة سيزداد مرضى الكلي وهو ما يحتاج إلى توسيع مجال التصفية ، لذلك فالكتاب يتوقف عند عملية تشجيع الزراعة ، وهذا يتطلب نشر ثقافة التبرع بالأعضاء على نطاق واسع في أوساط الناس من أجل المساهمة في إنقاذ أرواح بشرية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب ، الذي يقع في 200 صفحة ، يشخص الوضعية الحالية في بلادنا ، في ما يتعلق بالتصفية والزراعة ، ثم سبل الحد من هذا المرض .
كما يتناول واقع وآفاق أمراض الكلي المزمنة باعتبارها آفة القرن الحادي والعشرين وإمكانات التخفيف من عواقبها، إلى جانب التأكيد على الأمل المنشود في الحد من أمراض الكلي، وأيضا تطوير زراعة الكلي على المدى القصير والمتوسط والطويل.
كما يستعرض الكتاب بعض الجوانب البشرية والتشريعية والدينية والاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة، كما يشدد على الحاجة الماسة لتطوير زراعة الأعضاء بشكل عام والكلي بشكل خاص، من خلال رصد الوسائل المختلفة التي يتعين تنفيذها وتطويرها لتطوير هذه الوسيلة العلاجية .
وتجدر الإشارة إلى أن البروفيسور بورقية، التي راكمت خبرة علمية رفيعة، وتجربة ميدانية كبيرة، في التعاطي مع أمراض الكلي، هي من خيرة الأطباء المختصين والأساتذة الباحثين في كل ما له صلة بالكلي .. علاجا ، ووقاية ، فضلا عن ترافعها عن توسيع مجالي التبرع وزرع الأعضاء .
ومن إصداراتها أيضا كتاب “علاقة المريض بالطبيب، أبعاد أخلاقية في الإعلان عن مرض مزمن: القصور الكلوي المزمن”.